أنا وفلسطين وحيدون
..
فكرة أن تكون وحيداً
في كوكب ملعون كأرقام حسابية أحادية
لا متوازي بها ولا حتى أضلاع
جيدة بالقدر المستطاع أن تجرك مع اللفيفة
حين تحترق إلى أجل غير مسبوق
في رياح تغرقك في بطشها
أوكأنها أضحوكة عجيبة على حبل المشنقة
أم !!
جبل من الهملايا باذخٌ خاب ظنه في غيمة لِمْاَ الغيهب
في الأوطان المجاورة
أيضاً أنا لم أنته ! لا تغمض عينيك ؟
أتراني وحيداً .؟؟
نعم فلسطين أيضاً وحيدة
مقتتها إسرائيل ولم تُعيروا لها اهتمام
نزفت من شريان عُنقها
كبدتها بالحزنِ وثوبها الأسود ما زال عالقاً
بأنفسي وسُحَام مُقلتي
مكسوٌ ...
على قبر شهيد في صدر جريح في عين أسير
أنا لا أخاطبكم
أخاطب فقط الحروب والدمار وإعلاء الباطل في أرضي
أخاطبكم ؟
أم أخاطب وحدتي !
أم أخاطب فلسطين الوحيدة ؟؟
فمنذ اندلاع الهواء في رئتي
أضرمت الحرب
وكنت طفلَ حربِ
على أرصفة الدماء
والكوفية المزركشة بدمع الأمهات حول عُنقي تبكيني
فكنت وحيدا والبندقية كانت أضاد وحدتي
كانت فوهة البندقية تجتاح نافدتي
تترك مقاتلات السماء تحصد أنفاس وحدتي
من فوق سقفُ بيتي الخشبي
وأزعمُ أني وحيد والرصاص كان صديقاً قديماً
ولا يزل !!
فأنا في النهاية ، أقطن في كوكب ملعون
وفلسطين أيضاً وحيدة
لا تدعو أنكم فلسطينين لفلسطين .