samaty Admin
عدد المساهمات : 213 تاريخ التسجيل : 06/02/2016
| موضوع: عش اليمامة ........................... بقلم الشاعر / محمد ابو الفتح 11/2/2016, 01:44 | |
| عش اليمامة......... قصة قصيرةفي أقصى أطراف القرية جلست دلال أو اليمامة كما يطلق عليها زوجها لخفتها وجسدها الرشيق والذي تحسدها عليه كل نساء القرية الصغيرة وكذا رجالها الذين طالما كانت ترصد عيونهم حركاتها كلما غدت أو راحت.جلست دلال غارقة في حيرتها, ماذا تفعل؟ وزوجها الذي كان يملأ الدنيا حركة ونشاط تهاوى جسده فجأةوأصبح سجين الفراش لا يقوى علي العمل والكسب بعدما أصابته البلهارسيا منذ طفولته.وشردت بذهنها لأيام قريبة بدت وكأنها ولت منذ عهود طويلة يوم ان كان زوجها بكامل صحته وكيف كانت أشجار السعادة تظلل علي دارهم المتواضع.وابتسمت ابتسامة خفيفة ممزوجة بالأسى لحالة زوجها الصحية والتى جعلت جو من الحزن تعم البيت وبدا ذلك على وجهها ووجه طفلتها الوحيدة ندى ,فما عادت الصغيرة تلهو كما يلهو أقرانها بل تجلس في ركن الدار صامته زائغة النظرا وكأنها تعي الخطب الذي ألَمَ بالأسرة الصغيرة.وإنتفضت اليمامة من غفلتها وبداعلي وجهها علامات الإصرارعلى مواصلة الرحلةوكأي إمرأة مصرية الوقوف بجوار زوجها حتى تمر المحنه وتزول أو يقضي الله أمراً كان مفعولا, وأشرق وجهها بابتسامة رضا فقد هداها الله للوسيلة التى تتحامل بها على هذه الظروف الفاجعه.أسرعت دلال إلى دولابها الصغير ومن بين طيات الملابس أخرجت الكردان الذهبي الذي كان زوجها أهداه لها في الخطوبه كعادة أهل الريف وأصرته في منديل وأخفته في صدرها وانطلقت قاصدة عم فهيم الصائغ الوحيد الموجود في القريه,باعت الكردان الذهبي ولم ينس عم فهيم أن يجاملها في سعره لعلمه بظروفها وهونوع من الشهامة والتكافل يمتاز به أهل الريف المصري, واقتصدت دلال نصف المبلغ للظروف الطارئه, وقصدت عم زكي بائع المانيفاتورة واشترت خرز وخيوط مسلتزمات التطريز وبعض الأقمشة لتعدها طرح مطرزةللنساء وبعض مفروشات الأسِرِة والتي طالما كانت لديها موهبة خاصة تحسدها عليها كل نساء وفتيات القريه وبالطبع لم ينس عم ذكى أن يحذو حذو عم فهيم,ولم تنس دلال شراء مسلتزمات للبيت تكفي فترة وبعض الحلوى لإبنتها ندى تخرجها من حالة الحزن والقلق التي تبدو على وجهها البرئ.انهمكت دلال في عملها بكل نشاط وتفانت وتفننت فيه بحيث تخرج كل قطعة ليستكمثل غيرها وفي ذات الوقت تراعي زوجها المريض وطفلتها ندى وبدأت تبيع انتاجها لنساء وفتيات اللائي تسابقن للحصول على منتجات دلال الرائعة التطريز,وأحس عم زكي ببوار تجارته فذهب إلى دلال يطلب شراء كل إنتاجها بالثمن الذي تحدده وزاد الطلب على إنتاج دلال ففكرت في الإستعانة ببعض الفتيات الصغيرات تعلمهن فن التطريز وتعطي كل منهن أجر زهيد وبالفعل أصبح منزل دلال قبلة فتيات القرية وأتقن معظمهن التطريز فبدأت دلال تعاملهن بالإنتاج الأمر الذي أزادمن انتاجها مايفوق احتياجات عم ذكي,ففكر مع دلال في بيع مايفيض عن حاجتهما إلي تجار المركز (البندر بلغة الأرياف) والذين تسابقوا من فورهم للفوز بهذه المنتجات القيمة وسارت الأمور من أفضل إلى الأفضل , ولكن من جهة أخري كانت صحة الزوج في تدهور مستمر الأمر الذي ألقى بظلال من الهم والقلق على حياة دلال , إلى أن جاء قضاء الله ورحل الزوج المريض تاركا كل من دلال وابنتهما ندى تواجهان الحياة وحدهما وبالطبع بعد انقضاء فترة الحداد تقدم الكثيرون للزواج منها لجمالها وسمعتها الطيبة إضافة إلى مالها أيضا لكن دلال كانت تجيب الجميع بابتسامة ممزوجة بدمعات ساخنة على وجنتيها:قد كان زوجي يدعوني اليمامة, واليمامة لا تتزوج بعد زوجها أبداً ...........محمد ابو الفتح | |
|